بينما أمني النفس بزوال البؤس و اتفاءل بوهم الماضي...فإذا بأذني تضمن إشارة بتردد اشبه بالمستحيل إن لم يكن بذلك , فلقد عهدت التردد بالهرتز أو أضعافه..لم أستسغ ذاك الموال فتردد بدوره السؤال, هل تعلق الأمر باكتشاف فيزيائي جديد في علم الموجيات؟..فارتسمت على وجهي علامات الغبطة و العنفوان,فماكادت النفس تستريح من فرحة الإكتشاف المفترض ,فإذا بصاعقة تهوي لتفسد ضجة السرور بنفسي...لقد تجرءت الإشارة و انسلخت من شدة الضيق وقدمت كيانها الغنائي..لقد تعلق الأمر بنغمة للأسف الشديد ,همست بأذني آلامها انها تشتكي حالها فجلادها ليس بمارد تازمامارت..انه شخص إدعى حسنة الإرادة فأحسن التمثيل في القيادة, اقنع الجمهور بنبل المجزرة فلم يجد المشقة في تصويغ المهزلة,تجند بالإستبلاد سلاحا و بالجمهور دراعا فاعلن اعدام الأغنية بحلة السمفونية ...
استعادت الإشارة حنين الذاكرة و تحسرت على رحيل ربابنتها ـ ساحة حريتها ـ فمنذ ذلك الحين لم تجد مثيلا لنعيم المندولين.
مندولين لمراني مولاي الشريف ملهمها و ملكها, تارة تسرد مداعبات القارة السمراء من ايقاع لآخر و مقام لآخر دون التضحية بالنغمة المتوجة بأصابعه..لتنتقل بعد ذلك نحو غنيمة مجمع العرب وتبدد شيئامن مهزلتها ببكبرياء قوميتها و شظايا نارها.....إنها ماهية الغموض.
بقلم : أنس صابر.عاشق لمشاهب الأبدي.