المتن الإلتزامي منظومة و امتدادات..في عمق الحدث تظهر تجلياته,لمشاهب والغيوان وجهان لعملة واحدة..

عندما تكسر الطفرة لذة المعهود, و يتطفل اللا شعور عن الهو...فتتأسس بذالك نواة تيار متمرد متعالي مل خنادق لحضيض وكل جحيم السعادة المفتعلة.

من رحم الأحزان يولد نصر...لطالما عهدنا النصر في الغنيمة او على الأقل في ملعب المستديرة...,قيدنا حرية النصر في قفص الهزيمة و عتدنا المحسوس في خطابات الإطلاقية فنطلت علينا الحيلة و سقطنا في فخ المساومة والتبعية.....حالة شعب مقهور في امره ستعجل بفك العزلة عن النصر المقيد و ستفسح المجال له لكي يسمو نحو عالم المثل وينفتح على آفاق جديدة , فانسلخت الذات و أحدث القطيعة المؤقتة مع الجسد المادي لتعبد السبيل نحو مطلب جوهري آنذاك, ورغم المحوالات الجادة للجلاد لإ جهاض الميلاد لكن هيهات ثم هيهات فالرياح تعصف بشدة ولا تطيق هشاشة البنية ;إن المطلب كان اكثر من مجرد قطيعة بل تجاوزه إلى حدود مشروع مستقبلي واضح المعالم.

مع بداية السبعينات سيطلق الرضيع أولى صرخات تنفسه المحيط....صرخات لم نعهد لها مثيل رغم كونها وليدا شرعيا من الرحم الشعبي; وكأنها تعبر عن سخط المولود و احتجاجه عن المحيط... ففهمنا من خلالها حزنا و آسى تارة و أخرى ثورة وغليانا..اختير للملود من الإسم: الظاهرة الغيونية ـ رغم تحفظي عن الكلمة لما بها من الإجهاض لباقي الأعضاء ـ تناسقت مكوناته كالجسد البشري فسار بعضهم لبعض مكملا , فمن الغيوان نحو لمشاهب مرورا بجلالة ـ خلايا الجهاز العصبي للمولود ـ وجدت لكلمة نفق الحرية وانبلجت بالألحان الشجية تجمعات وأحزاب الفترة الثورية, دون ان نغفل البعد الآخر للظاهرة كونها كانت سيفا دو حدين تدافع من الأمام و تطعن من الخلف...فبعد فشل عملية الإجهاض ارتبك الجلاد و اختلطت عليه الأمور,في ظل اوضاع مضطربة للغاية من اليمين يسار كشر عن انيابه و لم يعد يقبل بغير الجمهورية بديلا و ساندته في ذلك مؤسسات القطب السوفياتي و عن اليسار مؤسسة عسكرية ثعلب فمن إن تطمئن الملكية لقائد أوذاك حتى ينزع القناع عن الوجه الحقيقي فتوالت الإنقلابت....فلم يعد يميز بين عتمة اليل و بياض الفجر فاسترسلت الإدانات باسم الرضيع وتجددت المآسي.

إن الذي سيتعامل مع الظاهرة كحركة سياسة محضة سيظلمها.لعلها مثلت مظاهر الإحتجاج الفردي و الجماعي في خطابتها الشعرية, مما صرف أنظار الكثيرين عن قوة التجربة سواء من حيث ابعادها الموسقيية و الغنائية أو من حيث الحرص على التواصل مع الجمهور.والحق ان الظاهرة تعرضت دائما لسوء فهم و تلقي أسهم في تفقير ثراء التجربة الغنائية الموسقية الرئدة,فلم ينل المراد مبتغاه من المستمع.
فمن هذا المنظور من وجهة نظري الخاصة التبست الأمور على شعب مقهور فعجز عن تعيين الفرق بين ثروات ينابيع السيل كل على حدة . فالنسبة إليه المشاهد تتكرر في نفس الحدث و لم يتساءل كيف لمجموعة _ اذا ما اعتبرنا اللقطة مكررة_ ان تحجز بدورها مكانا في مقصورة تعج الربابنة,وأغفل صعوبة المهمة في تحقيق التمايز وسط التميز.هذا حال لمشاهب اتجاه سابيقها نحوالقطر الغالي ـ على طريقة امبارك الشاذلي ـ و في مايلي مقاربة من منظوري الخاص لأوجه تميز لمشاهب عن باقي رواد الطفرة و سأخص الطرف الآخر للمقارنة بالغيوان .لمشاهب الغيوان وجهان لعملة واحدة..
لم يكن صدفة ذلك الإلتفاف الجماهيري حول الظاهرة ولا ذلك الإحتضان الفكري و الأدبي و النقدي للظاهرة التي اصبحت تاريخا فقد لقيت اهتمام كبار الكتاب و الباحثين من مختلف الحساسيات اذكر من بينهم: الطاهر بن جلون,عبد اللطيف اللعبي , خوان غويتيسولو(اسبانيا),محمد بنيس,عبد الله زريقة,مصطفى المسناوي ناقد و صافي بيومية المساء , الياس مهنا(امريكا),محمد جبريل عثمان بنعليلا,باسكال ـ اري ديشان (بلجيكا),فليب سكايلر(جامعة واشنطن).
إذا كانت الدينامية الكبيرة للغيوان بداية السبعينات ذلك انهم بنو نمطا غنائيا مميزا, فهذا لا يمنعا منالتغاضي عن بعض الحقائق التي تؤسس الفرق بين الغيوان ولمشاهب,فكما يعلم القليل ان المشروع الغيواني استثمر و بغزارة الترات الشفوي الشعبي بكل مرجعياته الدينية و الصوفية والإجتماعية,خاصة الشعر الشعبي القروي و الروعي_ ليس بالمعنى القدحي_ فمثلا أغاني مثل: " فين غادي بيا","جودي برضاك","غادي فحالي","مايدوم حال"...مستمدة من فن العيطة,و من تراث الملحون استفادت الغيوان كذلك كما هو واضح في أغاني "الله يا مولانا","لهمامي","مزين مديحك"....فضلا عن استثمار أو استيحاء بعض رباعيات سيدي عبد الرحمان المجدوب الشهيرة.ومن هذا المنطلق تنبغي الإشارة الى ان الديوان الغيواني و أقصد تواجد و تعدد التيمات التي حضرت بقوة وشغلت اهتمام و انتباه المجموعة آلا وهي جانب الإنشغال و بغزارة بعناصرالهوية المحلية التي غذتها نزعة الإستعادة و التذكر و الحنين , فانحصر بذلك المشروع الغيواني في السهل الممتنع و الأحوال الإجتماعية مع تجديد التراث الشعري و الغنائي الشعبي و إعادة الإعتبار للجذور في سياق التحولات للرؤية و للذوق , في حين نلمس فجوة واضحة في اعمال الغيوان في ما خرج عن دائرة المجتمع و تجاوزه إلى الهموم الوطنية و الروح القومية ,أغاني كفلسطين و سبة و مليلة لم تحدد هوية الغيوان بل أكثر من ذلك اتسمت بالركاكة في الأسلوب و نمط موسيقي هاوي تلحينا وتوزيعا, اظف الى ذلك محدودية الأداء الموسيقي حيث لم يكن يتماشى و قوة الكلام و تطور الأحداث فنجد ان المجموعة استعانت بتلحين واحد لكم من اغنية مما قد يفقد الكلمة صمودها و تنحل في ثغور التميع الموسيقي......

على نقيض ذلك نجد لمشاهب رغم صعوبة الموقف آنذك وفقت في إنشاء مدرسة مشاهبية مستقلة دون التنكرللهويةـ الخط التحريري الملتزم ـ" كما هوحال مجموعات مغرب اليوم "الوااعرة بزاااف" والتي تبرر الحضيض و الضعف و التميع بمطلب التجديد فبذلك لن نجد بينها بين النعامة, التي تضع رأسها في عمق الأرض ظنا منها ان ظلام العينين سيحجب رؤية الآخرين,فرقا".

فاعتمدت لمشاهب على منتوجها الخام وابدعات افردها المحضة , هؤلاه الذين اجتمع فيهم ماتفرق في غيرهم و بالتالي شكلو ابهى صور التكامل.امبارك الشاذيلي احترف الفن اللاذع فأحسن بذلك الإنتقاذ في كلماته المتوجة بألحان وتوزيعات الشريف التي لا يعلى عليها,كما امتهن التحدث باسم القوميات فأتقن نقل يوميات مجزرة البوسنة و اشعل همة العرب باغنية مجمع العرب..فإذا انتقلنا بعد ذلك الى السوسدي يتوهم إلينا في بادئ الأمر قد انزحنا عن هوية لمشاهب التي حددتها قومية الشاذيلي... فنستعيد الذاكرة باغاني الحنين و المآاسي التي ميزت ابداعات الإبن الذهبي, فننتقل بعد ذلك لشهيد الكلمة سمحمد لباطما و الذي جمع الإثنين في جسده و اعطى للكلمة بعداا دلاليا عميقا تتخذ فيه الكلمة اسم المنظومة و يتوهم للقارئ أكثر من قراءة...

إن هذا المقال ـ بلا شك ـ سيفسح أمامك رؤية آخرى للظاهرة و سيزيل الإلتباسات التي رافقتك في مقاربتك هذا المتن الغنائي, وبذالك تكون قد وضعت النقاط عن الحروف و أقدمت على ازالة بديهيات المجتمع فأصبحت بذلك في طريق التمييز...


بقلم : أنس صابر .عاشق لمشاهب الأبدي

salam,bikhir mawdo3 zwin,bonne continuation

مشكور أخ على المرور ,فهمنا الأول و الأخير يظل ايصال المنتدى إلى مستوى الحدث...

السلام عليكم
اعجبني الموضوع و طريقة الالقاء . شكرا اخي .
و الاكثر الفرق او المفارقة بين لمشاهب و الغوان وهذا رايي الخاص ايضا .
ما اريد اضافته هو ان الفشل في ايقاف الظاهرة (الغوانية) لم يمنع من اذاءها عبر تغييبها عن الاعلام السمعي البصري . حيث لعب هذا الاخير دوره القدر في انحطاط ذوق المتلقي المغربي حيث كانت "الجرة" والاغاني الرديئة هي عنوان البرامج الغنائية ولازالت ليومنا هذا لسوء الحظ .اما العنوان الكبير هو "الجمهور يريد هذا او الجمهور يريد الرقص" و الدليل هو حتى عند تواجد الغوان او لمشاهب على الخشبة الكل (يزدح و يردح ) ... بينما الزجل يتطلب الهدوء و الاستماع بتمعن والا ضاع الاهم وهو ما كتب بين السطور .


عبد الملك[/color]