خانو عاهد الموضوع...خانو عاهد الموضوع..هكذا اعتدنا منك يا الشادلي المقطع في أغنية ـ ياك همنا فدمنا ـ
أنذك حسبنا الموضوع في توالي المجازرأو بالأحرى تدهور الإنسان في متاهة النسيان, فنكمشت بذلك الماهية بتعدد المظاهر.
لاطالما تمظهرت لمشاهب في صياغات الكلام أحالتنا به عن شتى المواضيع وجدنا فيها ظالتنا,أحيت كيان التحديث في فترة الزبانية..لكن بين عشية و ضحاها و كأن سيوف الرجعية تنسل من غمدها لتربك رواد الحداثة في قبو المعتقل....
هكذا أبيت أن أبتدئ وجهة نظري في
حفل إعدام الكلمة الهادفة بفاس سنة 2008...لا أظن أن حدس سمحمد لباطما قد نبأه بقدوم هته السنة..
في مقاربتي المتواضعة للغاية حول هته المهزلة إن لم أقل الهاوية (ـ
أرجو من الشاذلي أن يبحت عن الشريط إن لم يتبرأ منه هذا الأخير.. ـ أفلم يقل الشاذلي راح التخدير بك البعيد...راه الشوكة ولافة..).سأحاول أولا مقاربة الحدث لأختم بتداعيته.
أول ما شد إنتباهي في حفلة المجزرة هو السي حمادي,فهو الذي
كان بمثابة القنطرة المعبدة بالزرابي مفروشة نحو تحقيق انذماج أو بالأحرى تفاعل أكثر من تعجزي بين معجم النايضة و الكلمة الرئدة. في قراة أبعد من حدود المظاهر وكأن حمادي يتحدى علماء الكيمياء .
ويسترسل سي حمادي في استعراض عضلاته بمادة الفيزياء هته المرة ـ فالمعلوم أن سي حمادي عبقري ـ
بينما يزج السوسدي بروعة خليلي في حناجر أش كاين نجد نابغتنا حمادي يبدد قوة صوته لكي يعيد صياغته وفق ضجيج النايضة , فأحدث بذلك انكسرات تلو الأخرى مرورا بموجته في وسط عاكس تام ألا و هو وسط الراب..ومن هنا أقدم الدعوة لكل فيزيائي متمرس في الموجيات ليفك عقدة المسألة ـ على سبيل النصيحة قوانين ديكارت للإنكسار لن تجدي نفعا فلقد حاولت قبلكم و فشلت للأسف رغم عشقي للمادة ...ـ إنها قوانين حمادي .
إضافة إلى ذلك نجد سي حمادي ـ قديس لمشاهب بزااف ـ يتكلم بصيغة لمشاهب ( لمشاهب آآآآش كااااين) واآسسسفاه ( يكما نسيتيها حتى هيا أسي حمادي ..ياك قلتيها فنوستالجيا)...وكأنه
يريد إقناع الجمهور بنبل المجزرة لكي يهون عليه تصويغ المهزلة ( بطلنا يجيد أيضا فن الجريمة,للإشارة هناك علم يدعى علم الجريمة يملك منه البصري دبلوما..).فبأي حق تتجرأ لتكون لسان لمشاهب البااار بزايد و المعلوم أن سي حمادي آخر من إلتحق بالمجموعة و قدومه إلى العرين لم يشفع له فيه إلى صوته,أضف إلى ذلك أن على طول إنقسامات لمشاهب نجد البطل دائما مع الكفة الوازنة (مرة الشريف مرة السوسدي ولباطما الله يرحمو).
.بطريقة أو بأخرى بغينا نقولو ليك أسي حمادي حشم و راعي.أنتقل بعد ذلك إلى الأستاذ السوسدي فمن وجهة نظري أن الأخير رغم قبوله الوقوف على نفس خشبة أشكاين إلا أنه لم يملك سرعة بديهة سي حمادي فنجح بذلك في إفشال( ولو شيئا ما ) المخطط الحمادي المدمر,إكتفا بذلك بأداء دور مقطوعة لباطما في أغنية خليلي و
من أمعن النظرفي تفاعلات الأستاذ مع الحدث أمكنه أن يلمح بصيصا من شظايا الماضي تجلت في نظرة كاسرة عندما استدار ناحية أشكاين ( أرجو أن تلمحوها بالفيديو),لربما استعجب معجم النايضة وهي تزعجه في الأداء...كلمات من قبيل نايضة نوووض و دراري كينقزو كالقرود,أم أنه أشفق لكلمات خليلي و هي تتخبط في خنادق حناجر الأشكاين..أصوات أشبه بالنباح أو صراخ البراااح....الطريف في الأمر مشهد السوسدي و هو يغني و صرفة الكلاب به تحيط تؤدي حركات أشبه ما يمكن بقردة جامع الفنا,
فبينما يردد الكلمات نسمع طنين الأشكاين مصاحبا لها في لوحة ذكرتني بمقطع من أغنية طبايع الناس:لناس أحوال وكل واحد في حالة حالو,كل واحد تلقاه تيلاغي بلغاه,كل واحد تلقا عندو لنسانو ينده,..واستحظرت موالنا والتي بها لمشاهب يتباهون برونق أقلامهم و يقولو:موااالنا,مواالناا,عاش بين الويدان حاملة قطراتو...أستسمحكم أسيادي لأقول:موالكم,موالكم,..راه فألغام أشكاين وعصابتو كيعدمو كلماتو...بعد تأدية مراسيم المجزرة..حان دور عقد القران فالعروس كلام موزون في الذهب مرسوم..
العروس روعة في البشاعة إنها سمفونية ' كلنا مغاربة ' ( والله لحسبت بتهوفن لغاثيا لسماع السمفونية بحلة ' كلنا مغاربة' لذلك أستسمحك في المجاز),أكثر العروسات تفاؤلا لن يتوقعن أن تحجز العروس ' كلنا مغاربة ' عريسا كأصوات لمشاهب...فرأينا أكتاف الشاذلي تهتز تماما على طريقة نجاة اعتابو وهو القائل فهمو سر الكلمة براكا من الشطيح,هذا جهدنا عليكم براكا من البكى...ناهيك عن النابغة حمادي فهو قد اندمج منذ البداية, و
الغريب في الأمر هو سعيدة بيروك (و نعم المرأة ) فهي التي ظلت جامدة طوال السهرة حتى غريزتها الأنثوية( فن الشطيح) لم تنل منها,علها تحمل في طياتها نسيم الماضي..أليست هي التي غابت عن لمشاهب ثلاثين سنة؟ أليست كذلك زوجة سمحمد لباطما,لربما اكتسبت مورثة الصمود من زوجها بطفرة في جينومها في إحددى ليالي جيماعهما....؟؟إن ما تقدمت به من ذكرشكل منظور المهزلة من منطلقها التوحيدي بمعنى اتخذنا الإنتكاسة في موقع حدوثها فتعاملنا معها بمنطق القداسة..دعونا الآن ندمج الحدث أو بالأحرى نحلله من منطلقه المنظوماتي ,فلمشاهب أولا وقبل كل شيء إنسان ليس بملائكة لذلك و في ظل الخناق و الحصار المشدد من طرف قطعان الغنم الذين ملؤو الساحة..والمساندة الرهيبة في ذلك لأصحاب القرار من إعلام سمعي بصري و غيره ( التفصيل في هذه النقطة سيحيلوني على بحر آخر,إكتفيت بالتلميح فقط.), دون أن ننسى
حالة المشهد الإلتزامي بالمجتمع حيث نجد الجمهور يحبذ الإستبلاد في أغاني الأشكاين و يتعطى لوابل من أعاصير الرياح الغربية مبرره في ذلك مطلب التجديد ( فمنذ متى بررت النتيجة الماهية!!)...فسرنا نفطر بالأشكاين و نمسي بالبيغ , كلما اندمجنا في سيرورة الأحداث من حولنا إلا و ترائت لنا أشباح الراب..لذلك أصبح من شبه المستحيل تملق لمشاهب في الأداء مع ذك أو ذك وإلا فإنهم سيحرمون من مصدر العيش ( فهم بشر كما نعلم ).
و لنكن أكثر قسوة و نقول أنه كان من واجب لمشاهب الإمتناع عن السهرة بدعوى مشاركة القردة..ستجد لمشاهب تقبع في فقر مذقع تنعدم معه ظروف العيش الكريم,سوف لن يجدو مكانا ليكملو الرسالة فالجراثيم قد انشرت من كل صوب..و
مع إنعدام ظروف عيش لائق لن تجد الكلمة البيت المناسب. من جهة أخرى نجد أن لمشاهب لم تأتي بنية الأداء المشترك , بل
إن الأشكاين تجرئو بالتوسل إن صح التعبير و أبدو رغبتهم بالغناء مع لمشاهب ( الزين يحشم على زينو و الخايب إلى هداه الله ) هنا وضعت لمشاهب بوقف محرج للغاية , و أشبه لك الوضع أخي القارئ بذلك الصعلوك الذي تشبت بأحد الدكاترة و بعد طول الإلحاح سيقبل الدكتور بأخذ صورة تذكارية,لكن هل الدكتور قد يكون راضايا,لا أظن ذلك....
سأترك القلم وأذهب لأستمتع بأنغام آآه يا لمشاهب علها تشفي الورم...وأسفاااااااااه,عشقكم كان سيفا ذو حدين,الآن أدركتها...ما انتما لمشاهب ماانتما نيرانها
ماانتما غابة ولا انتما فيرانها
انتما كلكومة بالسخط مقيومة
انتما جمجومةوهيكل عظومة
تكسات لعظومة وبقيتو انتما
حشمت لحشومة ولا حشمتو انتمابقلم:أنس صابر.عاشق لمشاهب الأبديإليكم رابط الفيديو لمن أراد المشاهدة
https://www.youtube.com/watch?v=wVm9DO-8Ddk ملاحظة: في مقاربتي للمهزلة لم أتطرق كثيرا للقردة ..ذلك أني لم و لن أضع مثل هؤلاء في مرتبة عناء النقد الموضوعي..بكل بساطة ليس لهم موضوع.تحياتي.