يعد السوسدي من الأصوات، التي ستظل راسخة في الذاكرة المغربية، فإلى
جانب الشريف لمراني
ومحمد باطما، سعيدة
حمادي والشادلي،
أتحف الجمهور المغربي بعشرات الأغاني الجيدة والتي تطرقت لمواضيع اجتماعية ووطنية وعربية نذكر منها، أغنية فلسطين، الغادي بعيد، بعدما كنت، بغيت بلادي، التي أحبها المرحوم الحسن الثاني كثيرا وعزفها على البيانو·
قبل أن يلتحق بمجموعة لمشاهب ويؤسس مع أفرادها لنهج جديد في عالم الأغنية المجموعاتية، مارس سوسدي التمثيل مع مسرح الخلود بالحي المحمدي، ثم انضم إلى مجموعة حسن السوداني، حيث كان يؤدي مقاطع من الموسيقى الهندية بين المشاهد المسرحية، في سنة 1969· ومن خلال مسابقة أقامها البرنامج التلفزي "الوقت الثالث"، سيحصل سوسدي على أحسن صوت بعدما أدى أغنية "ضوستي" الهندية·
في سنة 1971، كانت مجموعة ناس الغيوان قد عرفت طريقها الى الجمهور، وأصبح الجمهور يتغنى بأعمالها الفنية، في هذا الإطار سيتصل به صديقه الفنان امبارك الشاذلي وسيقترح عليه تأسيس فرقة موسيقية على غرار ناس الغيوان، وبالفعل ستتأسس إذاك فرقة "الجودة"، التي خلدت أسطوانتين غنائيتين لتنقطع أعمالها· ليلتحق بعد ذلك بمسرح الطيب الصديقي وسيشارك معه في بعض الأعمال، قبل أن يغادر أرض الوطن رفقة مجموعة "الجودة"، بعد العودة من الخارج سيقرر هو والشاذلي مغادرة في فرقة الجودة والبحث عن مجموعة جديدة أكثر احترافية، لينضما الى فرقة "الدقة" ،وخلال جولة فنية مع هذه الفرقة بالديار الهولندية، سيلتقي مع مجموعة لمشاهب التي كانت تضم آنذاك، كلا من أحمد الباهري ومحمد الباهري والشريف وسعيدة بالإضافة الى المرحوم محمد باطما، وهناك تم الاتفاق مع لمشاهب على أن ينضم هو وزميله الشاذلي إلى هذه الفرقة· وهنا ستجدد الفرقة أعمالها وسيكون هو من ضمن عناصرها الأساسية·
ظل صوته وسط مجموعة لمشاهب متميزا، وقد استطاع من خلال مشاركة فردية بموسكو الفوز بجائزة أحسن صوت في إحدى المسابقات الفنية التي شارك فيها فنانون عالميون، حيث أدى أغنية "حمودة" لوحده ،وكان يعزف فقط على البندير·
تاريخ هذا الفتى، الذي كان يتصبب عرقا وهو يغني مع مجموعة لمشاهب، حافل بالذكريات والإنجازات الفنية الرائعة وسننقل هذه المذكرات عبر كتاب سيصدر في الأيام المقبلة، ليطلع من خلاله الجمهور على المجهود الذي قامت به مجموعاتنا الغنائية التي لم يواكبها الإعلام بالشكل المطلوب